أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً (30
قال سيد قطب رحمه الله
الرابع:29 - 31 النهي عن أكل المال بالباطل والفقرة
الثانية في هذا الدرس , تتناول جانبًا من العلاقات المالية في المجتمع المسلم , لتنظيم طرق التعامل في هذا الجانب ; لضمان طهارة التعامل بين الأفراد عامة ; ثم لتقرير حق النساء كالرجال في الملك والكسب - كل حسب نصيبه - وأخيرًا لتنظيم التعامل في عقود الولاء التي كانت سارية في الجاهلية وفي القسم الأول من صدر الإسلام , لتصفية هذا النظام , وتخصيص الميراث بالأقارب ; ومنع عقود الولاء الجديدة: يا
أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل - إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم - ولا تقتلوا أنفسكم , إن الله كان بكم رحيما . ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارًا . وكان ذلك على الله يسيرًا . إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ; وندخلكم مدخلا كريمًا . ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض , للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن , وأسالوا الله من فضله , إن الله كان بكل شيء عليمًا . ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون ; والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدًا . . إنها
حلقة في سلسلة التربية , وحلقة في سلسلة التشريع . . والتربية والتشريع في المنهج الإسلامي متلازمان ; أو متداخلان ; أو متكاملان . . فالتشريع منظور فيه إلى التربية ; كما هو منظور فيه إلى تنظيم شؤون الحياة الواقعية ; والتوجيهات المصاحبة للتشريع منظور فيها إلى تربية الضمائر ; كما أنه منظور فيها إلى حسن تنفيذ التشريع , وانبعاث التنفيذ عن شعور بجدية هذا التشريع ; وتحقق المصلحة فيه . والتشريع والتوجيه المصاحب منظور فيهما - معًا - إلى ربط القلب بالله , وإشعاره بمصدر هذا المنهج