رحلة المال..... وشرع الله جزءالثاني
وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا
عطف على قوله وآت ذا القربى حقه والمسكين ; لأنه من تمامه .
والخطاب لغير معين ليعم كل مخاطب ، والمقصود بالخطاب النبيء صلى الله عليه وسلم ; لأنه على وزان نظم قوله وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه فإن المواجهة ب ربك في القرآن جاءت غالبا لخطاب النبيء صلى الله عليه وسلم ، ويعدله ما روي أن النبيء كان إذا سأله أحد مالا ولم يكن عنده ما يعطيه يعرض عنه حياء فنبهه الله إلى أدب أكمل من الذي تعهده من قبل ويحصل من ذلك تعليم لسائر الأمة
.
والإعراض : أصله ضد الإقبال مشتق من العرض بضم العين أي الجانب ، فأعرض بمعنى أعطى جانبه وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وهو هنا مجاز في عدم الإيتاء أو كناية عنه ; لأن الإمساك يلازمه الإعراض ، أي إن سألك أحدهم عطاء فلم تجبه إليه ، أو إن لم تفتقدهم بالعطاء المعروف فتباءنت عن لقائهم حياء منهم أن تلاقيهم بيد فارغة فقل لهم قولا ميسورا
والميسور : مفعول من اليسر ، وهو السهولة ، وفعله مبني للمجهول ، يقال : يسر الأمر بضم الياء وكسر السين كما يقال : سعد الرجل 83ص ونحس ، والمعنى جعل يسيرا غير عسير ، وكذلك يقال : عسير ، والقول الميسور : اللين الحسن المقبول عندهم ، شبه المقبول بالميسور في قبول النفس إياه ; لأن غير المقبول عسير ، أمر الله بإرفاق عدم الإعطاء لعدم الموجدة بقول لين حسن بالاعتذار والوعد عند الموجدة ; لئلا يحمل الإعراض على قلة الاكتراث والشح
وقد شرط الإعراض بشرطين : أن يكون إعراضا ; لابتغاء رزق من الله ، أي إعراضا لعدم الجدة لا اعتراضا لبخل عنهم ، وأن يكون معه قول لين في الاعتذار ، وعلم من قوله ابتغاء رحمة من ربك أنه اعتذار صادق ، وليس تعللا كما
فقوله ابتغاء رحمة من ربك حال من ضمير تعرضن مصدر بالوصف ، أي مبتغيا رحمة من ربك ، و ترجوها صفة ل رحمة ، والرحمة هنا هي الرزق الذي يتأتى منه العطاء بقرينة السياق ، وفيه إشارة إلى أن الرزق سبب للرحمة ; لأنه إذا أعطاه مستحقه أثيب عليه ، وهذا إدماج
[
ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا
عود إلى بيان التبذير والشح ، فالجملة عطف على جملة ولا تبذر تبذيرا ، ولولا تخلل الفصل بينهما بقوله وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك الآية لكانت جملة ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك غير مقترنة بواو العطف ; لأن شأن البيان أن لا يعطف على المبين ، وأيضا على أن في عطفها اهتماما بها يجعلها مستقلة بالقصد لأنها مشتملة على زيادة على البيان بما فيها من النهي عن البخل المقابل للتبذير 84ص
وقد أتت هذه الآية تعليما بمعرفة حقيقة من الحقائق الدقيقة فكانت من الحكمة ، وجاء نظمها على سبيل التمثيل فصيغت الحكمة في قالب البلاغة
.
فأما الحكمة فإذا بينت أن المحمود في العطاء هو الوسط الواقع بين طرفي الإفراط والتفريط ، وهذه الأوساط المحامدة بين المذام من كل حقيقة لها طرفان ، وقد تقرر في حكمة الأخلاق أن لكل خلق طرفين ووسطا ، فالطرفان إفراط وتفريط ، وكلاهما مقر مفاسد للمصدر وللمورد ، وأن الوسط هو العدل ، فالإنفاق والبذل حقيقة أحد طرفيها الشح : وهو مفسدة للمحاويج ، ولصاحب المال إذ يجر إليه كراهية الناس إياه وكراهيته إياهم ، والطرف الآخر التبذير والإسراف ، وفيه مفاسد لذي المال وعشيرته ; لأنه يصرف ماله عن مستحقه إلى مصارف غير جديرة بالصرف ، والوسط هو وضع المال في مواضعه ، وهو الحد الذي عبر عنه في الآية بنفي حالين بين ( لا ولا
وأما البلاغة فبتمثيل الشح والإمساك بغل اليد إلى العنق ، وهو تمثيل مبني على تخيل اليد مصدرا للبذل والعطاء ، وتخيل بسطها وغلها شحا ، 85ص وهو تخيل معروف لدى البلغاء والشعراء ، قال تعالى وقالت اليهود يد الله مغلولة ثم قال بل يداه مبسوطتان وقال الأعشى
يداك يدا صدق فكف مفيدة وكف إذا ما ضن بالمال تنفق
ومن ثم قالوا : له يد على فلان ، أي نعمة وفضل ، فجاء التمثيل في الآية مبنيا على التصرف في ذلك المعنى بتمثيل الذي يشح بالمال بالذي غلت يده إلى عنقه ، أي شدت بالغل ، وهو القيد من السير يشد به الأسير ، فإذا غلت اليد إلى العنق تعذر التصرف بها فتعطل الانتفاع بها فصار مصدر البذل معطلا فيه ، وبضده مثل المسرف بباسط يده غاية البسط ونهايته ، وهو المفاد من قوله كل البسط أي البسط كله الذي لا بسط بعده ، وهو معنى النهاية ، وقد تقدم من هذا المعنى قوله تعالى وقالت اليهود يد الله مغلولة إلى قوله بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء في سورة العقود ، وهذا قالب البلاغة المصوغة في تلك الحكمة
وقوله فتقعد ملوما محسورا جواب لكلا النهيين على التوزيع بطريقة النشر المرتب ، فالملوم يرجع إلى النهي عن الشح ، والمحسور يرجع إلى النهي عن التبذير ، فإن الشحيح ملوم مذموم ، وقد قيل
إن البخيل ملوم حيثما كانا ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله على قومه يستغن عنه ويذمم والمحسور : المنهوك القوى ، يقال : بعير حسير ، إذا أتعبه السير فلم تبق له قوة ، ومنه قوله تعالى ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ، والمعنى : غير قادر على إقامة شئونك ، والخطاب لغير معين ، وقد مضى الكلام على تقعد آنفا
إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا .
ويقدر ضد يبسط ، وقد تقدم عند قوله تعالى الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر في سورة الرعد
وجملة إنه كان بعباده خبيرا بصيرا تعليل لجملة إن ربك يبسط الرزق إلى آخرها ، أي هو يفعل ذلك ; لأنه عليم بأحوال عباده ، وما يليق بكل منهم بحسب ما جبلت عليه نفوسهم ، وما يحف بهم من أحوال النظم العالمية التي اقتضتها الحكمة الإلهية المودعة في هذا العالم
والخبير : العالم بالأخبار ، والبصير : العالم بالمبصرات ، وهذان الاسمان الجليلان يرجعان إلى معنى بعض تعلق العلم الإلهي .
ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا
وإما أن يكون الحامل على ذلك ليس فقر الأب ، ولكن خشية عروض الفقر له أو عروض الفقر للبنت بموت أبيها ، إذ كانوا في جاهليتهم لا يورثون البنات ، فيكون الدافع للوأد هو توقع الإملاق ،
الوجه الثاني : فمن أجل هذا الاعتبار في الفرق للوجه الأول قيل هنالك نحن نرزقكم وإياهم بتقديم ضمير الآباء على ضمير الأولاد ; لأن الإملاق الدافع للوأد المحكي به في آية الأنعام هو إملاق الآباء فقدم الإخبار بأن الله هو رازقهم ، وكمل بأنه رازق بناتهم
وأما الإملاق المحكي في هذه الآية فهو الإملاق المخشي وقوعه ، والأكثر أنه توقع إملاق البنات كما رأيت في الأبيات ، فلذلك قدم الإعلام بأن الله رازق الأبناء ، وكمل بأنه رازق آبائهم ، وهذا من نكت القرآن
والإملاق : الافتقار ، وتقدم الكلام على الوأد عند قوله تعالى وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم في سورة الأنعام
وجملة نحن نرزقهم معترضة بين المتعاطفات ، وجملة إن قتلهم كان خطئا كبيرا تأكيد للنهي ، وتحذير من الوقوع في المنهي ، وفعل كان تأكيد للجملة
والمراد بالأولاد خصوص البنات ; لأنهن اللاتي كانوا يقتلونهن وأدا ، ولكن عبر عنهن بلفظ الأولاد في هذه الآية ، ونظائرها ; لأن البنت يقال لها : ولد ، وجرى الضمير على اعتبار اللفظ في قوله نرزقهم
والخطأ بكسر الخاء وسكون الطاء مصدر خطئ بوزن فرح ، إذا أصاب إثما ، ولا يكون الإثم إلا عن عمد ، قال تعالى إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين وقال ناصية كاذبة خاطئة
ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا
وجرى الإضمار فيه بصيغة الجمع كما جرى في قوله ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق لمثل ما وجه به تغيير الأسلوب هنالك فإن المنهي عنه هنا كان من غالب أحوال أهل الجاهلية . [ ص: 90 ] وهذه الوصية الثامنة من الوصايا الإلهية بقوله تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه
والقرب المنهي عنه هو أقل الملابسة ، وهو كناية عن شدة النهي عن ملابسة الزنا ، وقريب من هذا المعنى قولهم : ما كاد يفعل
والزنى في اصطلاح الإسلام مجامعة الرجل امرأة غير زوجة له ، ولا مملوكة غير ذات الزوج ، وفي الجاهلية الزنى : مجامعة الرجل امرأة حرة غير زوج له ، وأما مجامعة الأمة غير المملوكة للرجل فهو البغاء
وجملة إنه كان فاحشة تعليل للنهي عن ملابسته تعليلا مبالغا فيه من جهات بوصفه بالفاحشة الدال على فعلة بالغة الحد الأقصى في القبح ، وبتأكيد ذلك بحرف التوكيد ، وبإقحام فعل ( كان ) المؤذن بأن خبره وصف راسخ مستقر ، كما تقدم فيقوله إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين
والمراد : أن ذلك وصف ثابت له في نفسه ، سواء علمه الناس من قبل أم لم يعلموه إلا بعد نزول الآية
وأتبع ذلك بفعل الذم وهو ساء سبيلا ، والسبيل : الطريق ، وهو مستعار هنا للفعل الذي يلازمه المرء ويكون له دأبا استعارة مبنية على استعارة السير للعمل كقوله تعالى سنعيدها سيرتها الأولى ، فبني على استعارة السير للعمل استعارة السبيل له بعلاقة الملازمة ، وقد تقدم نظيرها في قوله إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا في سورة النساء
وعناية الإسلام بتحريم الزنى ; لأن فيه إضاعة النسب وتعريض النسل للإهمال إن كان الزنى بغير متزوجة ، وهو خلل عظيم في المجتمع ، ولأن فيه إفساد النساء على أزواجهن ، والأبكار على أوليائهن ، ولأن فيه تعريض المرأة إلى الإهمال بإعراض الناس عن تزوجها ، وطلاق زوجها إياها ،
ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا
معلومة حالة العرب في الجاهلية من التسرع إلى قتل النفوس فكان حفظ النفوس من أعظم القواعد الكلية للشريعة الإسلامية ، ولذلك كان النهي عن قتل النفس من أهم الوصايا التي أوصى بها الإسلام أتباعه في هذه الآيات الجامعة ، وهذه هي الوصية التاسعة
والنفس هنا الذات كقوله تعالى ولا تقتلوا أنفسكم وقوله أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا وقوله وما تدري نفس بأي أرض تموت ، وتطلق النفس على الروح الإنساني وهي النفس الناطقة
والقتل : الإماتة بفعل فاعل ، أي إزالة الحياة عن الذات
وقوله حرم الله حذف العائد من الصلة إلى الموصول ; لأنه ضمير منصوب بفعل الصلة وحذفه كثير ، والتقدير : حرمها الله ، وعلق التحريم بعين النفس ، والمقصود تحريم قتلها
وصفت النفس بالموصول والصلة بمقتضى كون تحريم قتلها مشهورا من قبل هذا النهي ، إما لأنه تقرر من قبل بآيات أخرى نزلت قبل هذه الآية وقبل آية الأنعام حكما مفرقا ، وجمعت الأحكام في هذه الآية وآية الأنعام ، وإما لتنزيل الصلة منزلة المعلوم ; لأنها مما لا ينبغي جهله فيكون تعريضا بأهل الجاهلية الذين كانوا يستخفون بقتل النفس بأنهم جهلوا ما كان عليهم أن يعلموه ، تنويها بهذا الحكم ، وذلك أن النظر في خلق هذا العالم يهدي العقول إلى أن الله أوجد الإنسان ; ليعمر به الأرض ، كما قال تعالى هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ، فالإقدام على إتلاف نفس هدم لما أراد الله بناءه ، على أنه قد تواتر وشاع بين الأمم في سائر العصور والشرائع من عهد آدم صون النفوس من الاعتداء عليها بالإعدام ، فبذلك وصفت بأنها التي حرم الله ، أي عرفت بمضمون هذه الصلة 92ص
ولما كانت هذه الآيات سيقت مساق التشريع للأمة ، وإشعارا بأن سيكون في الأمة قضاء ، وحكم فيما يستقبل أبقي مجملا حتى تفسره الأحكام المستأنفة من بعد ، مثل آية وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ إلى قوله وأعد له عذابا عظيما
والحق بمعنى العدل ، أو بمعنى الاستحقاق ، أي حق القتل ، كما في الحديث : فإذا قالوها أي لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها
فلسنا كمن كنتم تصيبون سلة فنقبل ضيما أو نحكم قاضيا ولكن حكم السيف فينا مسلط
والسرف : الزيادة على ما يقتضيه الحق ، وليس خاصا بالمال كما يفهم من كلام أهل اللغة ، فالسرف في القتل هو أن يقتل غير القاتل ، أما مع القاتل وهو واضح كما قال المهلهل في الأخذ بثأر أخيه كليب
ومن نكت القرآن وبلاغته وإعجازه الخفي الإتيان بلفظ ( سلطان ) هنا الظاهر في معنى المصدر ، أي السلطة والحق والصالح لإرادة إقامة السلطان ، وهو الإمام الذي يأخذ الحقوق من المعتدين إلى المعتدى عليهم حين تنتظم جامعة المسلمين بعد الهجرة ، ففيه إيماء إلى أن الله سيجعل للمسلمين دولة دائمة ، ولم يكن للمسلمين يوم نزول الآية سلطان 95ص .
وهذا الحكم منوط بالقتل الحادث بين الأشخاص وهو قتل العدوان ، فأما القتل الذي هو لحماية البيضة والذب عن الحوزة ، وهو الجهاد ، فله أحكام أخرى ، وبهذا تعلم التوجيه للإتيان بضمير جماعة المخاطبين على ما تقدم في قوله تعالى ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق وما عطف عليه من الضمائر
ومن دلالة الإشارة أن قوله فقد جعلنا لوليه سلطانا إشارة إلى إبطال تولي ولي المقتول قتل القاتل دون حكم من السلطان ; لأن ذلك مظنة للخطأ في تحقيق القاتل ، وذريعة لحدوث قتل آخر بالتدافع بين أولياء المقتول وأهل القاتل ، ويجر إلى الإسراف في القتل الذي ما حدث في زمان الجاهلية إلا بمثل هذه الذريعة ، فضمير فلا يسرف عائد إلى ولي96صعطف هذا النهي على النهي عن وأد البنات إيماء إلى أنهم كانوا يعدون من أعذارهم في وأد البنات الخشية من العار الذي قد يلحق من جراء إهمال البنات الناشئ عن الفقر الرامي بهن في مهاوي العهر ، ولأن في الزنى إضاعة نسب النسل بحيث لا يعرف للنسل مرجع يأوي إليه ، وهو يشبه الوأد في الإضاعةعطف جملة حكم على جملة حكم للنهي عن فعل ينشأ عن اليأس من رزق الله ، وهذه الوصية السابعة من الأحكام المذكورة في آية وقضى ربك الآية ، وغير أسلوب الإضمار من الإفراد إلى الجمع ; لأن المنهي عنه هنا من أحوال الجاهلية زجر لهم عن هذه الخطيئة الذميمة ، وتقدم الكلام على نظير هذه الآية في سورة الأنعام ، ولكن بين الآيتين فرقا في النظم من وجهين : الأول : أنه قيل هنا خشية إملاق وقيل في آية الأنعام من إملاق ، ويقتضي ذلك أن الذين كانوا يئدون بناتهم يئدونهن لغرضين : إما لأنهم فقراء لا يستطيعون إنفاق البنت ، ولا يرجون منها إن كبرت إعانة على الكسب فهم يئدونها لذلك ، فذلك مورد قوله في الأنعام من إملاق ، فإن ( من ) التعليلية تقتضي أن الإملاق سبب قتلهن فيقتضي أن الإملاق موجود حين القتلموقع هذه الجملة موقع اعتراض بالتعليل لما تقدم من الأمر بإيتاء ذي القربى والمساكين ، والنهي عن التبذير ، وعن الإمساك المفيد الأمر بالقصد ، بأن هذا واجب الناس في أموالهم ، وواجبهم نحو قرابتهم ، وضعفاء عشائرهم ، فعليهم أن يمتثلوا ما أمرهم الله من ذلك ، وليس الشح بمبق مال الشحيح لنفسه ، ولا التبذير بمغن من يبذر فيهم المال فإن الله قدر لكل نفس رزقها86ص
يتبع----------------------------------------
No comments:
Post a Comment