Search This Blog

Monday, October 3, 2011

المال والمادة

رحلة المال             المال والمادة















قال الله تعالى:

( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى ) سورة طه آية-55
جاء في تفسير الطبري يقول تعالى ذكره : من الأرض خلقناكم أيها الناس ، فأنشأناكم أجساما ناطقة ( وفيها نعيدكم ) يقول : وفي الأرض نعيدكم بعد مماتكم ، فنصيركم ترابا ، كما كنتم قبل إنشائنا لكم بشرا سويا ( ومنها نخرجكم ) يقول : ومن الأرض نخرجكم كما كنتم قبل مماتكم أحياء ، فننشئكم منها ، كما أنشأناكم أول مرة . .

وقوله ( تارة أخرى ) يقول : مرة أخرى .

كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة ( ومنها نخرجكم تارة أخرى ) يقول : مرة أخرى .

وجاء في ظلال القرآن لسيد قطب((
كُلُواوَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى (54) مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةًأُخْرَى (55) وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56)
(الذي جعل لكم الأرض مهدا , وسلك لكم فيها سبلا , وأنزل من السماء ماء فأخرجنابهأزواجا من نبات شتى . كلوا وارعوا أنعامكم . إن في ذلك لآيات لأولي النهي). .
والأرض كلها مهد للبشر في كل مكان وزمان . مهد كمهد الطفل . وما البشر إلا أطفال هذه الأرض . يضمهم حضنها ويغذوهم درها ! وهي ممهدة لهم كذلك للسير والحرث والزرع والحياة . جعلها الخالق المدبر كذلك يوم أعطى كل شيء خلقه . فأعطى هذه الأرض خلقهاعلى الهيئة التي خلقت بها صالحة للحياة التي قدرها فيها ; وأعطى البشر خلقهم كذلك على الهيئة التي خلقهم بها صالحين للحياة في هذه الأرض التي مهدها لهم وجعلها مهدهم . . المعنيان متقاربان متصلان .
وصورةالمهد وصفة التمهيد لا تبدو في بقعة من الأرض كما تبدو في مصر . ذلك الوادي الخصيب الأخضر السهل الممهد الذي لا يحوج أهله إلا إلى أيسر الكد في زرعه وجناه . وكأنما هو المهد الحاني على الطفل يضمه ويرعاه .
والخالق المدبر الذي جعل الأرض مهدا , شق للبشر فيها طرقا وأنزل من السماء ماء .ومن ماء المطر تتكون الأنهار وتفيض - ومنها نهر النيل القريب من فرعون - فيخرج النبات أزواجا من أجناس كثيرة . ومصر أظهر نموذج لأخراج النبات لطعام الإنسان ورعي الحيوان .
وقدشاء الخالق المدبر أن يكون النبات أزواجا كسائر الأحياء . وهي ظاهرة مطردةفي الأحياء كلها . والنبات في الغالب يحمل خلايا التذكير , وخلايا التأنيث في النبتةالواحدة وأحيانا يكون اللقاح في نبتة ذكر منفردة كما هو الحال في الفصائل الحيوانية . وبذلك يتم التناسق في نواميس الحياة ويطرد في كل الفصائل والأنواع . . (إن في ذلك لآيات لأولي النهى). . وما من عقل مستقيم يتأمل هذا النظام العجيب ثم لايطلع فيه على آيات تدل على الخالق المدبر الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى . .
ويكمل السياق حكاية قول موسى بقول مباشر من الله جل وعلا:
(منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى . ولقد أريناه آياتنا كلهافكذب وأبى).
من   هذه الأرض التي جعلناها لكم مهدا وسلكنا لكم فيها سبلا وأنزلنا من السماء ماءفأنبتنابه أزواجا من نبات شتى , للأكل والمرعى . . من هذه الأرض خلقناكم , وفي هذه الأرض نعيدكم , ومنها نخرجكم بعد موتكم .
 
والإنسان مخلوق من مادة هذه الأرض . عناصر جسمه كلها من عناصرها إجمالا . ومن زرعهايأكل , ومن مائها يشرب , ومن هوائها يتنفس . وهو ابنها وهي له مهد . وإليهايعودجثة تطويها الأرض , ورفاتا يختلط بترابها , وغازا يختلط بهوائها . ومنها يبعث إلى الحياة الأخرى , كما خلق في النشأة الأولى.

المادة:

المادة Matter كل ما تتكون منه جميع الأشياء. والأشياء يختلف بعضها عن بعض ولكن تتشابه في أنها تشغل حيزًا. لذلك فإن العلماء يُعرِّفون المادة بأي شيء يشغل حيزًا. ولكل مادة قصور ذاتي، وهذا يعني أنها تقاوم التغيير في ظروف السكون أو الحركة. وتسمى كمية المادة في الشيء الكتلة ولكن العلماء يُعرِّفون الكتلة بأنها مقياس للقصور الذاتي وجذب الجاذبية الأرضية لكتلة معينة من المادة يعطيها وزنها (ثقلها). فالجاذبية التي تشد الأشياء تقل كلما ابتعدنا عن مركز الأرض. ولهذا السبب فإن الأشياء التي تتحرك من الأرض إلى الفضاء الخارجي "تفقد وزنها" على الرغم من أن كتلتها لا تتغير

No comments:

Post a Comment